بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم إلى يوم الدين
أما بعد
احبتي في الله
ان في ذكر الله خير عظيم وأجر كبير
قال معاذ ابن جبل :
ما عمل ابن ادم عملاً أنجى له من عذاب الله إلا ذكر الله
قال تعالى : ولذكر الله اكبر
ويقول ابن القيم :
في القلب قسوة لا يذيبها الا ذكر الله
ويقول الشاعر :
فنسيان ذكر الله موت قلوبهم 00واجسامهم قبل القبور قبور
وارواحهم في وحشة من جسومهم 00وليس لهم حتى النشور نشور
والكثير الكثير من الفوائد رعاكم الله ، وهنا إخترت لكم تفسير الشيخ
السعدي رحمه الله للآية الكريمة 00
۞۩ الا بذكر الله تطمئن القلوب ۩۞
ذكر تعالى علامة المؤمنين، فقال: {الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبُهم بذكر اللّه}؛ أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضُرُها أفراحها ولذَّاتها. {ألا بذكرِ اللّه تطمئنُّ القلوب}؛ أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئنَّ لشيءٍ سوى ذكره؛ فإنَّه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها والأنس به ومعرفته،
وعلى قَدْرِ معرفتها باللّه ومحبَّتها له يكون ذِكْرُها له، هذا على القول بأنَّ ذكرَ اللّه ذِكْرُ العبد لربِّه من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك، وقيل: إن المراد بذِكْر اللّه كتابُه الذي أنزله ذكرى للمؤمنين؛ فعلى هذا معنى طمأنينة القلب بذكر اللّه أنها حين تَعْرِفُ معاني القرآن وأحكامه تطمئنُّ لها؛ فإنَّها تدل على الحقِّ المبين المؤيَّد بالأدلة والبراهين، وبذلك تطمئنُّ القلوب؛ فإنَّها لا تطمئنُّ إلا باليقين والعلم، وذلك في كتاب اللّه مضمونٌ على أتمِّ الوجوه وأكملها، وأما ما سواه من الكتب التي لا ترجِعُ إليه؛ فلا تطمئنُّ بها، بل لا تزال قلقةً من تعارض الأدلَّة وتضادِّ الأحكام، {ولو كان من عندِ غيرِ اللّه لَوَجَدوا فيه اختلافاً كثيراً}، وهذا إنما يعرفه من خَبَرَ كتابَ اللّه، وتدبَّره، وتدبَّر غيره من أنواع العلوم؛ فإنَّه يجد بينها وبينه فرقاً عظيماً.
تفسير الشيخ السعدى رحمه الله
فاطمئني يا قلوب..بذكر علام الغيوب
ولتخضعي في النداء..في الشروق وفي الغروب
ولتسلكي خير الدروب ..ولتذكري رب السماء
ذكراً كثيراً في الرخاء.. لتسلمي هول الخطوب
( اسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا واياكم من الذين يتلذذون بذكر الله
فيّطيبون افواههم وانفاسهم وتطمئن قلوبهم بذكره سبحانه آآمين )