منزلة التوكل
التوكل منزلة عالية من منازل الدين قرنه الله بالعبادة في قوله:}فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ{ [هود: 123]. وجعله سبباً لنيل محبته فقال:}إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ{ [آل عمران: 159]. في التوكل رضا الرحمن ومنعة من الشيطان والرسل عليهم السلام هم أئمة المتوكلين فالخليل قال:}رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ{ [الممتحنة: 4]. وشعيب عليه السلام قال:}وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ{ [هود: 88]. ومن حقق التوكل دخل الجنة بغير حساب. وأمور الدنيا وزينتها قد يدرك منها المتواني ما يفوت المثابر، ويصيب منها العاجز ما يخطئ الحازم، ولا يقدم في ذلك إلا التوكل على الله. ولما سئل الإمام أحمد عن التوكل قال: "هو قطع الاستشراف باليأس من الخلق" والتعلق بالأسباب لا يجدي في تحقيق المطلوب.
AR-SAMicrosoftInternetExplorer4
AR-SAMicrosoftInternetExplorer4
AR-SAMicrosoftInternetExplorer4
AR-SAMicrosoftInternetExplorer4
فألق كنفك بين يدي الباري، وعلق رجاءك به، وسلم الأمر للرحيم، واقطع العلائق عن الخلائق، ولا ترج إلا الله، وإذا قوي التوكل والرجاء، وجمع القلب في الدعاء لم يرد النداء،}أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِأَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ{ [النمل: 62]، والجأ إلى الله بقلب خاشع ذليل يفتح لك الباب.