قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد كل ليلة : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة"
هل تعرف معنى هذه الجملة؟
(اللهم أعتق رقابنا من النار)
برغم أنها تتكرر كثيرا على الألسنة إلا أننا لم نتدبر معناها جيدا كما ينبغي..
لك أن تتصور في معنى العتق قول الله عز وجل في سورة الحديد:
" يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِ قُونَ وَالْمُنَا فِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِس ُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَة ُ وَظَاهِرُه ُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ 13 يُنَادُونَ هُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّك ُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُم ْ وَتَرَبَّص ْتُمْ وَارْتَبْت ُمْ وَغَرَّتْك ُمُ الْأَمَانِ يُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ 14 فَالْيَوْم َ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُم ُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُم ْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ 15"
ركّز جيدًا على قوله تعالى :
"مَأْوَاكُم ُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُم ْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ"
تفهم حينئذ أن العتق هو الخروج من هذه الولاية (ألا تكون النار مولاك)
وفي الآيات الآخرى:
"أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ "
فالعتق : هو التخلِّي عن هذا المِلك ..ملكية النار للإنسان.
وفي سورة هود
"فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ"
سبحان الملك العظيم!
أدركت الخطر المُدلهم الذي تنجو منه بالعتق ؟!
اللهم أعتق رقابنا من النار
اللهم اجعلنا من عتقائك من النار ومن المرحومين