الأسباب التي تجعل الطفل يتأثر إلي حد كبير بالفوز والخسارة فتقول عالمة النفس الفرنسية, آن باكوس حسب صحيفة الأهرام ، إن الطفل لا ينظر إلي اللعبة الجماعية علي أنها مجرد لعبة للتسلية, فهي تمثل بالنسبة له مسألة جدية بل والأكثر من ذلك فهو يعتبرها مسألة وجودية, بمعني أنها تؤكد وجوده وأهميته بين الآخرين, وذلك لأنه لا يفصل بين اللعب والواقع, كما يفعل الكبار, ونتيجة هذا الإحساس فإنه يتعرض في أثناء اللعب إلي جميع أنواع الانفعالات المفرطة مثل الثورة والغضب والخوف والقلق والبهجة والفرح, لأن هدفه الوحيد هو الفوز, لتأكيد ذاته.. وهذه الرغبة الملحة في الفوز تدفعه أحيانا إلي الغش,
يجب على الطفل ابتداء من سن الخامسة أو السادسة أن يكون قادرا علي اتباع قواعد اللعبة التي تحتمل الفوز أو الخسارة مثله مثل أي شخص بالغ. وإن كانت هذه الحقيقة لا تمنع صعوبة تقبل الطفل للهزيمة, خاصة إذا كان يلعب مع أفراد أسرته أو أشقائه, لأنه يجب أن تكون صورته هي الأفضل في نظر والديه ، ودور الوالدين في هذه الحالة يقتضي عدم مطالبة طفلهما بالفوز الدائم والتفوق المستمر, خاصة إذا كانا مدركين لحقيقة إمكاناته, لأن هذه المطالبة تدفع الطفل إلي الغش وتسبب له نوعا من الضيق والقلق الداخلي.
إذا ضبطته الأم يغش في أثناء اللعب, فيجب ألا تحول الموقف إلي محاكمة فورية تلقي المواعظ, الأفضل أن تشير إلي الموقف بطريقة عابرة . وإذا كان يلعب مع أصدقاء له فيجب تجنب إحراجه أمامهم وتشرح له مساويء هذا التصرف بعد ذلك. وتنصح المؤلفة الأم إذا لاحظت أن أطفالها يصرون علي لعب لعبة معينة, وأحد أطفالها يخسر فيها دائما بأن تعفيه من مشاركتهم هذه اللعبة بطريقة لبقة .
هذا ومن جانب آخر اليك هذه النصائح كأم، تقول الأخصائية البريطانية إليزابيث مايستون إنه على كل أم ان تقرأ بعضا من النصائح والمقترحات التالية.. وتختار ما يناسبها ويلائم ظروفها:
قولي لأطفالك إنك تحبينهم، مهما كانوا صغارا أو كبارا حتى الذين أصبحوا علي عتبة المراهقة وربما أكبر ولا تترددي في احتضانهم فهذا يزيد ثقتهم بأنفسهم.
إياك ومقارنة طفلك أو طفلتك بالأطفال الآخرين.. أو حتى بإخوتهم أو أخواتهم.. فالأطفال مثل الكبار.. مختلفون ويحبون أن يكونوا مختلفين عن الآخرين.
انتبهي إلى بعض عاداتك السيئة وتفاديها إلى أقصى حد، وعلى عكس ذلك ابرزي بطريقة غير مباشرة خصالك الجيدة مثل التزامك بمواعيدك أو طريقتك في التحدث أو اللياقة واللطف.. الخ ولكن كوني طبيعية في هذا إلى أقصى حد، فالأطفال حساسون جدا ويستطيعون اكتشاف أي محاولة.
حاولي تمالك نفسك وعدم إظهار خوفك في أي أمر حتى لا يصاب أطفالك بالعدوى ويكتشفون ضعفك.
كوني واقعية وابعدي شعورك بتأنيب الضمير عندما تغيبين لبعض الوقت عن أطفالك؛ فهذا من شأنه أن يدفعك إلى تصرفات غير طبيعية تربك نفسية الأطفال الصغار كأن تتوددي إليهم بمبالغة أو تكثري من الهدايا.
اضحكي معهم وليس عليهم، فهناك فارق بين مشاركة الإطفال مرحهم وبين السخرية منهم، شاركيهم الفكاهة ولكن بعيدا عن الإساءة إلى أي شخص، خاصة من الأقارب أو الأصدقاء، كأن يقلد الصغار طريقة أحدهم في التحدث أو حركاته ويدفعوك لمشاركتهم الضحك.
كوني شجاعة عندما تخطئين واعترفي لأطفالك بالخطأ.
نقلا من كتاب سيكولوجية الطفل