منتديات احبة الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات احبة الجزائر منتديات شاملة وكاملة تحتوي على كل ما تحتجه الاسرة الجزائرية والعربية .
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ولن ترضى عنكَ اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 215
تاريخ التسجيل : 01/01/2013
الموقع : منتديات اخبة الجزائر

ولن ترضى عنكَ اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم  Empty
مُساهمةموضوع: ولن ترضى عنكَ اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم    ولن ترضى عنكَ اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم  Icon_minitime1الثلاثاء يناير 01, 2013 7:33 pm



الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا
محمد بن عبدالله، وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،
أما بعد:

فهذا لقاء يتجدد مع قاعدة قرآنية عقدية، نزلت قبل أربعة عشر قرناً،
ولا تزال معانيها تتجدد لأهل الإسلام في كل زمان؛

تلكم القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى:
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَ ى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ْ}
[البقرة: 120].

ولا يخفى أن هذه القاعدة المحكمة جاءت في سورة البقرة، تلك السورة
التي تحدثت بتفصيل عن حقيقة أهل الكتاب، واليهود بشكل أخص
لكونهم يسكنون المدينة
.
ونزول هذه الآية الكريمة ـ كما أشار إليه جمع من المفسرين ـ
جاء عقب مرحلةٍ من محاولات النبي صلى الله عليه وسلم لتأليف اليهود،
لعلهم يستجيبون، وينقادون لدين الإسلام،

فجاء هذا الخبر القاطع لكل محاولات التأليف التي كان النبي
صلى الله عليه وسلم يمارسها معهم.


يقول شيخ المفسرين ـ ابن جرير الطبري رحمه الله ـ:

"وليست اليهود ـ يا محمد ـ ولا النصارى براضية عنك أبداً،
فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم، وأقبل على طلب رضا الله
في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق

فإن الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك
على الألفة والدين القيم، ولا سبيل لك إلى إرضائهم باتباع ملتهم،

لأن اليهودية ضد النصرانية، والنصرانية ضد اليهودية،
ولا تجتمع النصرانية واليهودية في شخص واحد في حال واحدة،

واليهود والنصارى لا تجتمع على الرضا بك، إلا أن تكون
يهودياً نصرانياً، وذلك مما لا يكون منك أبداً، لأنك شخص واحد،

ولن يجتمع فيك دينان متضادان في حال واحدة،
وإذا لم يكن إلى اجتماعهما فيك في وقت واحد سبيل،
لم يكن لك إلى إرضاء الفريقين سبيل،

وإذا لم يكن لك إلى ذلك سبيل، فالزم هدى الله
الذي لجميع الخلق إلى الألفة عليه سبيل"(1) انتهى.


فتأمل ما تضمنته تتمة هذه القاعدة من وعيد عظيم لمن اتبع أهواءهم،
ولمن هذا الوعيد العظيم؟! لمحمد صلى الله عليه وسلم!
مع أنه لا يمكن أن يقع منه شيء من ذلك بعصمة الله له

قال تعالى في تتمة هذه القاعدة المحكمة:
{قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهم
بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}
[البقرة: 120].



وتأمل ـ أيها المؤمن ـ كيف قسّم الله تعالى الأمر ـ
في هذا الأصل العظيم ـ إلى قسمين:
هدىً وهوىً، فالهدى هو هدى الله، وليس وراء ذلك إلا اتباع الهوى:
{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهم }،


يقول ابن جرير: في تتمة تعليقه على هذه الآية:
"يعني جل ثناؤه بقوله: (ولئن اتبعت)، يا محمد، هوى هؤلاء اليهود
والنصارى - فيما يرضيهم عنك - من تهود وتنصر، فصرت من ذلك
إلى إرضائهم، ووافقت فيه محبتهم - من بعد الذي جاءك من العلم
بضلالتهم وكفرهم بربهم، ومن بعد الذي اقتصصت عليك
من نبئهم في هذه السورة - ما لك من الله من ولي = يعني بذلك:

ليس لك يا محمد من ولي يلي أمرك، وقيم يقوم به = ولا نصير،
ينصرك من الله، فيدفع عنك ما ينزل بك من عقوبته،
ويمنعك من ذلك، إن أحل بك ذلك ربك"(2).

فإذا كان هذا الكلام موجهاً للنبي صلى الله عليه وسلم،
فمن الناس بعده؟!


وهذه القاعدة المحكمة قالها الذي يعلم السرّ وأخفى، والذي لا يخفى
عليه شيءٌ من أحوال خلقه، لا حاضراً ولا مستقبلاً،
فالذي قال هذا الكلام، هو الذي قال:
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الملك: 14]؟!.



وقد أحسن العلامة السيد محمد رشيد رضا رحمه الله ـ
حين لخص القواعد التي اشتملت عليها سورة البقرة ـ فجعل من جملة
هذه القواعد هذه القاعدة التي نحن بصدد الحديث عنها

{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَ ى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم ْ}
فقال رحمه الله، عن هذه الآية إنها:

"آية للنبي صلى الله عليه وسلم كاشفة عن حال أهل الملتين
في عصره، ولا تزال مطردة في أمته من بعده،


وقد اغتر زعماء بعض الشعوب الإسلامية فحاولوا إرضاء بعض
الدول بما دون اتباع ملتهم من الكفر فلم يرضوا عنهم،
ولو اتبعوا ملتهم لاشترطوا أن يتبعوهم في فهمها وصور العمل بها،
حتى لا يبقى لهم أدنى استقلال في دينهم ولا في أنفسهم"(3) انتهى.


ومع وضوح هذا النص القرآني المحكم، فإنك لتتألم ـ أيها المؤمن ـ
من تشكيك بعض المسلمين بهذه الحقيقة، وهذا التشكيك يأخذ
صوراً شتى،

تبدأ من التشكيك في كون هؤلاء كفاراً أصلاً!
وتنتهي عند المطالبة بالتماهي والاندماج التام معهم،
في مسخ واضح لأصل من الأصول الكبار،
ألا وهو الولاء والبراء!

ولم يفرق هؤلاء بين ما يصلح أن يؤخذ منهم، ويستفاد منه
في أمور الدنيا، وبين اعتزاز المؤمن بدينه، وتمايزه بعقيدته!

وليس الحديث عن هذه الطوام التي لا يقولها عاقل قرأ التاريخ،
فضلاً عمن عقل عن الله ورسوله قولهما.

وإن المؤمن ـ وهو يسمع أمثال هذه الكلمات الفجّة ـ ليتساءل
عن هؤلاء الكتاب الذين يحملون أسماء إسلامية:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aheba-dz.forumalgerie.net
 
ولن ترضى عنكَ اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات احبة الجزائر  :: منتدى علوم القرأن الكريم-
انتقل الى: