بسم الله الرحمن الرحيم
وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْل ِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِ رَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
سورة الضحى
مكية و آياتها إحدى عشر آية
ماسبب نزول سورة الضحى.؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سورة الضحى سورة مكية باتفاق أهل العلم، وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، قيل إن سبب نزولها أن الوحي فتر عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبطأ عنه جبريل عليه السلام، فقال المشركون: قد ودع محمد، فأنزل الله تعالى:مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى {الضحى:3}
وفي رواية: احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت بعض نساء المشركين: ما أرى صاحبك إلا قد قلاك، فأنزل الله تعالى: وَالضُّحَى ... مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى.
وفي الصحيحين وغيرهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتكى (مرض) فلم يقم لليلتين أو ثلاثاً فأتته امرأة (من المشركين) فقالت: ما أرى شيطانك إلا تركك لم نره قربك منذ ليلتين أو ثلاثاً، فأنزل الله تعالى: وَالضُّحَى * وَاللَّيْل ِ إِذَا سَجَى..
والله أعلم.
:
سؤال:
ما هي منافع سورة الضحى؟ مثل ما قرأت في كتاب عن قراءتها 40 مرة لمدة 40 يوماً أو 7 مرات يوميا؟
وشكراً
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا نعلم حديثًا ثابتًا صحيحًا أو حسنًا يدل على فضل سورة الضحى، ويكفي المسلم ما ورد من الأحاديث في فضل قراءة القرآن عمومًا.
( مركز الفتوى / إسلام ويب)
البلاغة :
تضمنت السورة الكريمة وجوها من البيان والبديع نذكر منها ما يلي :
1 - الطباق بين [ الآخرة . . والأولى ] في قوله تعالى : [ وللآخرة خير لك من الأولى ] لأن المراد بالأولى الحياة الدنيا ، والمراد بالثانية الدار الآخرة ، فتطابقا باللفظ .
2 -المقابلة اللطيفة [ ألم يجدك يتيمًا فآوى* ووجدك عائلاً فأغنى ] قابلها بقوله [ فأما اليتيم فلا تقهر* وأما السائل فلا تنهر ] وهي من لطائف علم البديع .
3 -الجناس الناقص بين [ تقهر ] و[ تنهر ] لتغير الحرف الثاني من الكلمتين .
4 -الطباق في المعنى بين قوله تعالى : [ عائلا ً] وبين [ أغنى ] لأن الأولى : وجدك فقيرا ذا عيال .
5 -السجع المرصع كأنه الدر المنظوم في عقد كريم [ ألم يجدك يتيمًا فآوى *ووجدك ضالاً فهدى* ووجدك عائلاً فأغنى ] إلخ .
(شبكة مشكاة الإسلامية)
التـفـاسير
((وَالضُّح َى))
هذا قسم من الله تعالي بالضحى و صفائه ، وحسنه و بهائه ، و روعته في سمائه، و جماله و استوائه.
((وَاللَّي ْلِ إِذَا سَجَى))
إذا أرخى سدوله و أستاره، و أخفى نوامه و سماره، إذا أطبق جناحيه على العالم، و غطى بجلبابه كل يقظان و نائم، إذا زحف بظلامه الكثيف، و أقبل بشخصه المنيف.
((مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى))
ما أبعدك بعد ما أدناك، و ما كرهك بعد ما أحبك و اصطفاك ، و ما هجرك بعد ما اختارك و اجتباك، فأنت إلينا حبيب ، و نحن منك قريب، خصصناك بالخلة، و غفرنا لك الزلة ، و نصرناك بعد الهزيمة، و أغنيناك بعد العيلة و القلة.
((وَلَسَوْ فَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) )
و الله، لنكرمن مثواك، و تالله، لنرفعن في الجنة مأواك، و نخصك بالوسيلة، و نتحفك بالدرجة
(( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى))
أما فقدت الأبوة و الأمومة ، و لم تجد الخؤولة و العمومة ، فاويناك في كنف الحنان ، و أدخلناك في ولاية الرحمن، لاحظناك بالرعاية، و حميناك بالولاية، حتى صرت للعالمين آية، اويناك إلى ركن لا يرام، و الى كنف لا يضام.
((وَوَجَدَ كَ ضَالاً فَهَدَى))
كنت في الحيرة العمياء ، لا سنة و لا كتاب ، و لا هدى و لا صواب، فهديناك صراطا مستقيما، و ألهمناك دينا قويما، و أوحينا إليك ذكرا حكيما، و جعلناك للعالمين إماما كريما. فالهدى ما جئت به، و الحق ما أنت عليه، و الصواب ما قصدت إليه، الخير فيك، و اليمن معك، و البركة لك.
((وَوَجَدَ كَ عَائِلاً فَأَغْنَى) )
كنت من المال فقيرا، و عشت للجوع أسيرا، وولدت مع اليتم كسيرا، فرزقناك و حبوناك، حتى صرت تعطى عطاء من لا يخشى الفقر، و توزع الغنائم على البدو و الحضر، فصرت أجود بالخير من الريح المرسلة، و أصبحت بالبر من الغيوث المنزولة.
((فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ))
كما كنت يتيما فأرحم الأيتام ، فأنت نبي الرحمة من الملك العلام، لا تكسر قلب اليتيم ، و كن في مكان أبيه الرحيم، أمسح رأسه حنانا، و أمسح دمعته إحسانا ، أشبع جوعته امتنانا، أقل عثرته لطفا و عرفانا، و جئت لرفع الظلم و جبر القلوب المنكسرة، و نصرة المستضعفين في الأرض ، و إغاثة المنكوبين في العالم، و إسعاد المحرومين في الدنيا.
((وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ))
لا ترد سؤال الفقير، و لا تكسر خاطر الضعيف الكسير، و لا تخيب المحتاج إذا قصدك، و لا ترفع صوتك على المسكين إذا استنجدك، أحمد ربك على أنك لست مكانه، لأن ربك منحك إحسانه.
((وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) )
اعترف بالفضل لمن أسداه، و أنسب الجميل لمن هداه، أذع المعروف و لا تكن جحودا ن و أعلن البر لا تكن كنودا، حدث الخليقة بفعل الخالق، و أخبر البرية برزق الرازق، لا تكتم فتحرم، لا تنكر فتظلم، أنشر الثناء للمستحق جل في علاه، و أكثر الحمد لمن هو أهله لا اله إلا إياه، إذا ذكرتنا بالجميل فقد شكرتنا و إذا مدحتنا بالفضل فقد عرفتنا.
المصدر / كتاب .. العبر في بعض قصار السور .. للشيخ عائض القرني .
• • • •
• • • •
•• • •من تجميعي والمصادر مذكورة• • ••