السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُ مُ الْمَلآئِك َةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِ مْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَ فِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِر ُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئ ِكَ مَأْوَاهُم ْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء97. .
- قول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُ مُ الْمَلآئِك َةُ} هذه الآية قرينة { مَأْوَاهُم ْ جَهَنَّمُ}دليل على أنها في الكفار.
ذلك أن من أحوال الناس يوم بعثته صلى الله عليه وأمر المسلمين بالهجرة قبل أن تفتح مكة إذا قلنا أن هذه الآية لها علاقة بهذا الوضع خاصةً وهي عامة أصلاً .والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.."نع ود"فيمن كان يقدر على الهجرة ولم يهاجر وفتنَ في دينه هذا أول من تنصرف إليهم الآية .فيمن كان يقر الإيمان في قلبه ولكنه لم يقدر على الهجرة من الذين قال الله عنهم مثلاً في.. ..سورة النساء...{ َالْمُسْتَ ضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَا ء وَالْوِلْد َانِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ حيلةً ولا يهتدون سبيلاً}
والله جلَ وعلا لما أخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية
قال{وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُو نَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَا تٌ لَّمْ تَعْلَمُوه ُمْ أَن تَطَؤُوهُم ْ }..وهؤلاء كانوا في مكة فقراء ضعفاء .فقراء لم يستطيعوا الهجرة..وأ حاطوا بأبي بلتعة رضي الله عنه بُعث نُصرةً لهؤلاء الضعفاء..ي عني أراد أن يتخذ يداً له عند قريش لأن كان له قرابة ضعيفة في مكة.
والمقصود أن هؤلاء مبرئون من كان مؤمنا وقدر على الهجرة هذا ينطبق على جملة الصحابة رضي الله عنهم .لكن الآية يمكن أن تفهم أنه إذا كان هناك دور كفر وهناك أقوام بقوا على هذا الكفر واحتجوا بأن الدار دار كفر ولم يأخذوا بقول الله تعالى{ إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ}فليس لهم حجةً عند الله يوم أن يأتوا يوم القيامة ويقلون إنما أبقانا على الكفر تسلط الكبار علينا تسلط الأعداء علينا تسلط الأشراف علينا تسلط الملء .هنا يقال لهم { أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِر ُواْ فِيهَا }النساء97..
والعلم عند الله
الشيخ :صالح بن عواد المغامسي.