بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ياغافل انتبه .. دقيقه من وقتك فلن تندم
أخي الغالي ... أختي الغالية , والله لآني احبكم في الله " ( دقيقه من وقتك فلن تندم )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هناك أمور مهمة لابد من معرفتها1 ) الجنة والنار:
اعلم رحمك الله.. إننا نعمل في هذه الدنيا لكي نَدْخُل الجنة ونفر من النار، وكل عمل يُغضب الله يُدخل النار، وكل عمل يُرضيه يُدخل الجنة، فإن الشيطان يزين لك العمل السيء والقبيح بالعمل الحسن الجميل، فتغتر بعملك ظاناً به النجاة وعليه تهلك وترمى في النار، قال - تعالى -:
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءَ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي
مَن يَشَآءُ فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُون َ}.
فلا تركض وراء الشيطان، ولا يغرنَّك الحياة الدنيا وزينتها وبهجتها، فكثيرون تعلقوا بها
وبنوا عليها آمالاً وأماني، وفجأة انقطعت حبالها إلا وهم بأحضان جهنم والعياذ بالله.
قال - تعالى -:
{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُك ُم بِالأَخْسَ رِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُون َ أَنَّهُمْ يُحْسِنُون َ صُنْعاً}.
وقَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَا رِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشهوَات ِ».
(2) عمل الخير وعمل الشر:
يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَم ِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ. مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِم ْ شَيْءٌ. وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَم ِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ. مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِه ِمْ شَيْءٌ» (رواه مسلم)
إن أي عمل يعمله الإنسان سواء كان هذا العمل خيراً أو شراً، فإذا عمله واستعمله غيره، فإنه يجري إلى يوم القيامة، سواء كان العمل في حياته أو بعد موته فإذا كان خيراً فيؤجر عليه، وإذا كان شراً فيأثم.
أعني أن أي أغنية تقدمها للجمهور أو أي عمل تلفزيوني سيئ، سواء كان فيلماً أو مسلسلاً هابطاً أو خليعاً أو يؤدي إلى الفحشاء والمنكر والرذيلة وسوء الخلق، فإن وزره ووزر من يراه يكون في ميزان سيئاتك أنت، فما بالك بالآلاف بل الملايين الذين يجلسون أمام شاشات التلفاز ويشاهدون عرضك ويستمعون إلى أغنيتك أو برنامجك الهابط وخاصة إذا كان هذا البرنامج يؤدي إلى السفور والفجور، قال - تعالى -: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ}
وتأتي يوم القيامة وتفاجئ بأنك تحمل أوزار أمماً من الناس كنت أنت سبباً في إغوائهم وضلالهم وضياعهم وبُعدهم عن الصلاة والطاعات وعن الدين، بسبب كلمة قد تكلمت بها، أو أغنية قد غنيتها وفتنوا بها، واتبعوا من بعدها الشهوات والمغريات، وشغلتهم الدنيا وعليها سوف تندم أشد الندم.
قال الله - تعالى -: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُ واْ الشَّهَوَا تِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً}
والغي: (وادٍ في جهنم بعيد القعر) وقيل: ( واد في جهنم من قيح ودم).
(3) التوبة:
أخي الغالي.. أختي الغالية
لا بد من التوبة الآن وليس بعد، ولا تسوِّف وتقول: سوف أتوب، سوف أعمل الصالحات، سوف أرتدي الحجاب، سوف أترك الغناء، سوف أقرأ القرآن، سوف أترك الربا، سوف أعمل في عمل حلال، وأكسب من حلال، سوف أربي أولادي على الدين، سوف وسوف وسوف...
تذكر..أن الموت يأتي فجأة، وإذا جاءك انتهى كل شيء، إذ لا ينفعك إلا العمل الصالح
قال تعالى -:
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُم ُ الْمَلائِك َةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَ ا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَ ا خَيْراً قُلِ انتَظِرُوا ْ إِنَّا مُنتَظِرُو نَ}
هل تدري إذا مت وأنت في قبرك والناس يشاهدون أو يستخدمون أعمالك التي تدعو إلى الانحلال والفجور، أو كنت تدعو إلى الأمر بالفحشاء والمنكر، أو غيرها من الأمور. إنك سوف تزداد عذاباً،
ويزيد من سيئاتك إلى يوم القيامة، وتقول لربك وأنت تبكي: أرجعني سوف أعمل صالحاً، سوف أتوب، سوف أمحي كل أعمالي السيئة، يارب كنت في غفلة عنك، وإذا أرجعتني أوعدك
أني أتوب إليك توبة نصوحاً، وأكون عبدك الصالح، قوَّاماً وصوَّاماً لك، مطيعاً لك غير عاصياً.
قال - تعالى -: « حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ا لْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *
لَعَلِّى أَعْمَلُ صَـالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِم ْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون َ »
وقال - تعالى -: « أَن تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ ينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُـنتُ مِنَ الْمُتَّقِ ينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ
تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِن ِينَ ».
والله قد فاز من تاب ومات... وخسر من خاب ومات.
هناك من يموت على صلاة وصيام وسحور، وهناك من يموت على معازف ومعاصي وفجور.
أتدري يا أخي لو أصف لك ملك الموت من طوله وضخامته ربما لا يأتيك النوم هذه الليلة.
قال رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -:
« أُذِنَ لِي أَنْ أحَدِّثَ عن مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَة ِ الله - تعالى -مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ،
إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمَائ َةِ عَامٍ».
أتدري إن الإنسان عندما يأتيه الموت يفاجأ بشخص كبير ومرعب يقف
على رأسه ويقول له: من أنت؟ فيقول: أنا ملك الموت. فيقول له: ماذا
تريد؟ يقول: جئت أقبض روحك . فيقول: انتظر.. انتظر
أمهلني فقط ساعة واحدة أذهب لأرد كل المظالم التي عندي، لدي أموال ربويه
أريد التخلص منها، ولدي بعض الديون سأرجعها لأهلها،، ولدي أشرطة أغاني
سأتخلص منها، وأستبدلها بأشرطة قرآن، بالأمس ظلمت أناس سأذهب
لأعتذر منهم لعلهم يعفوا عني، حتى ألقي الله وهو راضٍ عني،
وبقي لي صلاة لم أصليها، وأيضاً بقــي لـــي شيء واحد مهــــم
(التوبة) أمهلني دقائق أتوب وبعدها اقبض روحي.
أخي.. هل تعتقد أن ملك الموت يمهلك؟ كلا.
قال - تعالى -: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِ رُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِ مُونَ}
والإنسان عليه أن يفكر لهذا اليوم ( يوم القيامة)، ويود في ذلك اليوم أن يفتدي
بأولاده كلهم لأجل أن ينجي بنفسه من هذا العذاب لما يرى من الأهوال
قال تعالى -:
{ يُبَصَّرُو نَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِم ُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ *
وَصَاحِبَت ِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَت ِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ}
وتأكد أنه لا ينفعك حينئذ أحد
{يَقُولُ يالَيْتَنِ ي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِ ذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ *
وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ}
(4) أمنيـــة:
هل تعلم ما أمنية أصحاب القبور؟ وما مطلبهم؟
منهم من يطلب حسنة ومنهم الحسنتين ومنهم ثلاثة وغيرهم أكثر.
والأمنية العودة إلى الدنيا، لا لأجل العيش أو التمتع فيها، وإنما لكسب
مزيداً من الحسنات
والأجور، وذلك للفكاك والتخلص من العذاب الذي يلاقونه في قبورهم غُدُوّاً وعشياً.
أيها الإنسان.. هل تدري أن أهل القبور يحسدونك على ما أنت فيه..
نعم والله.. أتدري لماذا؟
لأنك ما زلت حياً وتعيش على وجه الأرض، ليس هذا فقط وإنما بإمكانك
كسب الكثير من الحسنات بل الملايين في دقائق قليلة، والذي هم بحاجة إليها الآن.
أنت أيها الإنسان في نعمة كبيرة تُحسد عليها، لا يعرفها إلا الذي يفقدها.
أخي.. بادر بكسب الكثير من الحسنات، وذلك بقراءة القرآن والأذكار،
والإكثار من النوافل (الصلاة والصيام)، وغيرها من العبادات،
وليكن لك رصيد في قبرك وآخرتك.. وذلك قبل أن..... !!
(5) همسة في الأذن:
أخي... أختي
إذا أردت الهداية عليك أولاً بالصلاة وخاصة صلاة الفجر والتدبر فيها ومن ثم الإكثار
من الدعاء بقلب خالص وخاصة في السجود، لأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد،
وعليك بالصوم، وأكثر من صيام النوافل، ولا تنسى قراءة القرآن يومياً لما له من الأثر العظيم
على النفس، وأترك الصحبة الفاسدة، وألن قلبك للفقراء والمساكين وأعطف عليهم،
وعليك بالصدقة، فإنها تطفئ غضب الرب.
وأخيراً... عندما تنام سلِّم أمرك لله، وحاول أن لا تحمل على أحد أي غل،
وأهجر البغضاء والشحناء واجعل قلبك خالياً من شوائب الشرك، ونم
وأنت تائب إلى الله، حتى إذا لقيته في ليلتك تلقاه وهو راضٍ عنك...
قال تعالى -:
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْن َ أُجُورَكُم ْ يَوْمَ الْقِيَامَ ةِ
فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }.
أدعو من الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا،
وأن يثبتنا على ديننا إلى أن نلقاه، ونسأله التوبة وحسن الخاتمة
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك،
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
لا تنسوني وكل امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من دعاءكم
دمتم في حفظ الرحمن ورعايته[/size]